نقديات الجمعة: مع الرواية الكوابيسية ( نهر الصبايا) للكاتبة المغربية سمية البوغافرية.

 بقلم ناصر الحرشي…لعنة الجدة المنتقمة
رواية ( نهر الصبايا ) للكاتبة المغربية سمية البوغافرية
في هذه الرواية الكوابيسية الشبيهة بأفلام الفريد هيتشكوك المرعبة و المرصعة باللذة و الدم و المعمدة بالجريمة بعد الوليمة الجنسية و قضاء الوطر ترسم الكاتبة المغربية سمية البوغافرية عوالم غرائبية و احداث و ردود افعال شنيعة صادرة عن شخصيات أنثوية نزاعات الى السادية و الفعل العنيف. يتعلق الامر بفتيات قرية مسكونات بروح الانتقام حيث يعمدن الى قتل الذكور فور بلوغهن ذروة الانتعاض كأنه رد مواز لما تتعرض له النساء من عنف و اغتصاب و خشونة في المعاملة من طرف الرجل. ( نهر الصبايا ) عنوان الرواية او العتبة الاولى للنص هو فضاء مركزي لمسرح الجريمة ينتهي اليه سعي الرجال و النساء مكان اللذة و القتل حيث يرمى رفات كل الرجال في هذا النهر الاسطوري من الباحثين عن المغامرة الجنسية حيث يظهر الرجل من خلال النص كائنا ايروتيكيا لا دور له سوى ارواء عطش الفتيات الجنسي حتى اذا ضعفت قواه صار لقمة سائغة لنهر الصبايا. و المرأة هنا هي امتداد للعنة مرأة تدعى الجدة ( عطوف لقطوف ) فهي منبع و مصدر هذا الدولاب الدموي غير ان حفيديها ( شمس و صحصوح ) بحثا عن سر انتقام الجدة لكن ذلك ظل لغزا غامضا. لقد عكست الرواية الصراع النفسي الذي تعيشه البطلات بين الانسياق واء رغبتهن المرصعة بدماء ضحاياهن او التحرر من لعنة الجدة المنتقمة.