أكادير: من المجنون أو المختل ؟

saidchanoukome8 يونيو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
saidchanoukome
وجهة نظر
saidchanoukome

العيرج ابراهيم/شأنكم

في تتبعنا لما تشهده عاصمة سوس من أوراش على مستوى بنيتها التحتية خصوصا ، لفت أنظارنا مؤخرا تواجد عدد من المختلين عقليا حفاة عراة  يتجوّلون في عدد من شوارع المدينة  ومناطقها الحساسة و التي تعتبر القلب النابض لاقتصاد المدينة -الكورنيش – بكل حرية  بشكل يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعيين للناس ،حيث تبقى احتمالات حدوث اعتداءات على النساء والأطفال واردة.

في هذا الصدد عادت بي ذاكرتي للفاجعة التي هزت في السنة الماضية  قرية بالجنوب الشرقي للمملكة لما أقدم مختل عقليا على ذبح طفل في سن الخامسة من الوريد الى الوريد بدوار تازكارت منطقة بوذنيب بإقليم الراشيدية  ،وحالات أخرى عديدة كان أبطالها مختلون عقليون.

فانطلاقا من محطة الباطوار مرورا بساحة الأمل و وصولا لكورنيش المدينة المنطقة السياحية  بامتياز-حيث تم تغييب الباعة الجائلين واستفحال ظاهرة المختلين-، خصوصا و المدينة مقبلة على استقبال المواطنين المغاربة  في الصيف حيث تزداد أعداد زوارها كمنطقة جدب سياحية  تستوجب تدخلا عاجلا  حتى لا تقع الفأس في الرأس كما حدث في مدن أخرى.

لذا فإننا كمتتبعين للشأن المحلي بالمدينة  ندق ناقوس الخطر حول وضعية المختلين عقليا وضحايا الأمراض العقلية  الذين يتجولون في أزقة وشوارع المدينة  ،والتي تستدعي تظافر جهود جميع الجهات المعنية  ليحظى هؤلاء المرضى بمتابعة  و عناية صحية  في مراكز العلاج المتخصصة للأمراض العقلية، و ذلك حتى لا تصير عاصمة سوس “بويا عمر” جديدة  تسمح  للمختل بالتحرك أنا شاء بكل حرية مع ما يشكله ذلك من خطر يتهدد سلامة و أمن ساكنة المدينة.

فالمُكان  الحقيقي للمصاب بخلل عقلي يجب أن يكون في المستشفى أو في المراكز الاجتماعية المتخصصة، وليس في الشارع العام وسط المواطنين ،خصوصا و الدولة سائرة في اتجاه  التقليص من القيود على تنقل المواطنين بسبب جائحة كورونا.

نهمس في أذن كل مسؤول  متسائلين: هل  صار الأمر عاديا أن يطالع مسؤولو المدينة  مشاهد مرضى عقليًا  عراة  مجردين من ملابسهم ،يقومون بتصرفات  غريبة في الشوارع العمومية ؟ أم إن الأمر لا يستدعي تدخلا عاجلا لارتباطه فقط بالمواطن المغربي ،تقضي بقاء هؤلاء المرضى دون أي عناية يتحمل المواطن تبعات تصرفاتهم .

يبقى أن نشير  ، أن لهذه الفئة من المرضى حقوقاً لا ينبغي المساس بها، ومن ذلك الأخذ بأيدهم والاعتناء بهم خاصة من الجانب المعنوي، باعتبار أن هناك حالات من الإصابة بالخلل العقلي يمكن علاجها لأن منشأها هو مجرد الإهمال ونقص في الرعاية الأسرية والاجتماعية.

و نتساءل في الأخير ،من المختل أو المجنون حقا  كما جاء على لسان ميشيل فوكو في كتابه الشيق “تاريخ الجنون”؟

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق