الصحة بأولوز: رداءة الخدمات أمام خطورة اللسعات!!

saidchanoukome14 يونيو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
saidchanoukome
طب وصحة
الصحة بأولوز: رداءة الخدمات أمام خطورة اللسعات!!

رغم أن إقليم تارودانت هو أحد أقاليم جهة سوس ماسة  بوسط المغرب المعروف بشساعته
و بالتالي كثرة دوائره وجماعاته، حيث يتداول  رجال و نساء التعليم  بخصوصه  مقولة معبرة مفادها ،أنك حيثما وضعت الإبرة بخريطة الإقليم إلا ووخزت رأس أحدهم و آلمته ، فإنه يبقى مفتقرا لأبسط المرافق الصحية و بالتالي للأطر العاملة بها.

في هذا الصدد   فكلما اطلعت ساكنة دوائر الإقليم و جماعاته المنتشرة  على نشرة إنذارية محذرة من ارتفاع الحرارة أو اقترب فصل الصيف ، إلا واستحالت حياتها جحيما ،حيث تشهد المنطقة انتشارا واسعا للعقارب والأفاعي السامة  وما تشكله من خطر يتهدد الأرواح.

فرغم، ارتفاع عدد سكان دوائر الإقليم و جماعاته كأولاد برحيل132.478  و تالوين  110,304و أولوز  17409 و غيرها  حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2014 .

فالمنطقة  تعيش خصاصا مهولا من حيث المرافق الصحية و المعدات و الأطر الطبية  اللازمة  لحماية الساكنة من  لسعات العقارب ولدغات  الأفاعي  لخطورتها على حياة الأشخاص كبارا وصغارا، حيث تبقى إمكانية تقديم الإسعافات الأولية بمكان وقوع الحادث وانعدام الأدوية -اللقاح المضاد للسموم- في كل  المستوصفات والمراكز الصحية  التي لا تحمل من وظيفتها إلا الاسم بعيدة إن لم تكن مستحيلة ، ناهيك  عن بعد المسافة الفاصلة بين هذه المراكز والمستوصفات الصحية والمستشفيات الاقليمية والجهوية. علما أن إدماج العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي في بروتوكول التكفل العلاجي  قد تمت الإشارة إليه منذ سنة 2011، ويتم استيراده وتوزيعه بصفة منتظمة كل سنة.

هنا تجدر الإشارة مثلا أن أولوز كما أشار إلى ذلك أحد الغيورين من أبناء البلدة  ،رغم التنصيص على إدخال المصل المضاد لسم الأفاعي و العقارب داخل المؤسسات الصحية، وأن العلاج يتم تحت إشراف طبيب متخصص، فإن الأمر بهذه البلدة يبقى مجرد شعار للاستهلاك لا غير.

فلا الطبيب  موجود رغم  أدائه قسم أبقراط  و لا القابلة  حاضرة بمقر عملها  كما تنص على ذلك قوانين الوظيفة لتتبع حالة الحوامل و الأجنة و الإشراف على ولادتهن في أحسن الظروف، إلا إذا تم الاتصال بها  عبر الهاتف  ناهيك عن غياب أبسط الأدوية  التي من المفروض أن تقدم للمرضى بالمستعجلات،  فالبناية صورية  خالية من أي شيء ما عدا  رقم هاتف يتيم  للاتصال عند الضرورة… لتبقى معها ” حياة المواطن و سلامته ” بهذه الربوع بعيدة عن الخطابات الرسمية  ، حيث  إن أغلب الحالات التي يتعرض فيها الضحايا للدغات لا يمكن إسعافها في الوقت المناسب، وإن كان هناك تدخل يأتي متأخرا بمضاعفات خطيرة قد تكون نتيجتها الموت، بسبب البعد عن المستشفى و غياب سيارة الإسعاف في بعض الحالات رغم رداءة المسالك و الطرق …

فالمواطن المسكين و المغلوب على أمره بهذه المناطق أكان ملدوغا بسم أفعى أو عقرب ، أو حاملا على وشك الوضع، في غياب سياسة صحية واضحة ،لا يجد أمامه سوى حلا من اثنين لا ثالث لهما :

إما ترك المريض يعاني متحملا يواجه مصيره لوحده ،وإما مضطرا  في غياب الطبيب و الأطر الصحية  و الأدوية استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي الموضع المصاب أو أعشاب للسم أو في التوليد ينصح بتجنبها جميعا ، رغم ما تنتج عنها غالبا  من مضاعفات خطيرة،

نشير هنا أن الدولة و بالتالي وزارة الصحة و مسؤولي الجهة  يتحملون جميعا مسؤولية توفير دواء سم الافاعي في جميع المراكز الصحية خاصة الجبال والواحات… و لما لا توفير المروحيات –الهيلوكوبترات- لإسعاف المرضى نظرا للبعد عن المستشفيات حتى لا تبقى حكرا على الأجانب و السياح…

في الأخير نتساءل كجريدة  ألا يمكن  تشجيع البحث العلمي  في هذا المجال قصد إنشاء  مراكز لإنتاج دواء سم الافاعي.

ألا يمكن للوزارة المعنية الاستثمار في الجمعيات المتواجدة في هذه المناطق من خلال  تزويدها بمبيدات الحشرات السامة وسم الافاعي و تكوينها في المجال لتقوم بحملات رش المبيد في القرى السكنية التي توجد بها هده الافاعي والعقارب ؟  فجماعة  أولوز مثلا أعطت مؤخرا 06-06-2022 انطلاقة أشغال تهيئة المركز الصحي لأولوز في إطار برنامج أوراش بحضور مكتب جمعية أصدقاء المركز الصحي ودار الولادة بأولوز حتى لا تبقى حياة مواطني المغرب غير النافع رخيصة!

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق