العمرني : افريقيا أولوية كبرى لعمل المغرب الديبلوماسي.

شأنكم4 نوفمبر 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات
شأنكم
أخبار
العمرني : افريقيا أولوية كبرى لعمل المغرب الديبلوماسي.
  • أكد سفير المغرب بجنوب إفريقيا، السيد يوسف العمراني، أنه في إطار نهج سيادي ومدروس وأرادي، لم يتوانى المغرب في جعل إفريقيا، القارة التي ينتمي إليها، أولوية كبرى لعمله الدبلوماسي.

وقال السيد العمراني، في حوار حصري مع “إم جي أش بارتنيرز” (MGH Partners)، اليوم الثلاثاء، إنه بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن الالتزامات الثابتة والتضامن الذي لا مثيل له هي التي تجسد السياسة الإفريقية للمملكة.

وأكد أن المغرب يفتخر بهويته ويلتزم بواجباته من خلال تقديم مساهمته القوية والتي تحظى بتقدير واسع، في تحقيق الازدهار بالقارة والذي لا يمكن تصوره بمنأى عن التنمية والسلم والأمن.

وأضاف أن المغرب وإدراكا منه بالطابع الملح لرهانات اليوم والغد، لا يدخر أي جهد للمشاركة في “تآزر إفريقي” يدفع بلا كلل نحو التطور في إطار التعاون جنوب – جنوب المنشود والذي شكلته الوحدة الإفريقية المتجددة.

وأشار إلى أنه بدءا من رهان الهجرة ومتطلبات الازدهار مرورا بقضايا التنمية المستدامة دون إغفال التهديد الأمني، يضع المغرب دبلوماسيته لخدمة ملفات متعددة بنيوية وحاسمة بالنسبة لمستقبل القارة.

وذكر الدبلوماسي المغربي أن المملكة المغربية اكتسبت اليوم مصداقية على المستوى العالمي معترف بها على نطاق واسع لخلق إطارات وسياقات لتعاون التقائي من قبل إفريقيا ولصالح إفريقيا.

وأبرز أن مرتكز هذا النهج يتجلى في الرؤية التي يحملها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي تجعل البعد الإنساني في صلب كافة الاهتمامات، مضيفا أن هناك ” قناعة راسخة بأن الثروة الأولى لإفريقيا تتجلى أولا وقبل كل شي في رأسمالها البشري”.

وتابع أن مقومات العمل الدبلوماسي المغربي تجاه إفريقيا تقوم، قدر الإمكان، على التحلي بقيم الإيثار القاري الفعال والفاعل والمنظم ولاسيما في الفترة المتسمة بالأزمة الصحية.

وأكد أن المساعدة الطبية الجوهرية والفريدة من نوعها التي أرسلها جلالة الملك قبل أشهر إلى نحو 20 عاصمة إفريقية تجسد هذا الطابع التضامني والإنساني وتدفع المملكة إلى الاستمرار في نهجها.

وأضاف أن المغرب، وبتواضع، لا يتوانى أبدا في تقاسم تجربته وخبرته مع البلدان الشقيقة والصديقة لمواكبتها على نحو جيد في الجهود التي تبذلها لتحقيق سيادة رؤى وطموحات وهويات كل واحدة من هذه البلدان.

وردا على سؤال حول كيفية استلهام الدبلوماسية المغربية للإسلام المالكي السني قصد بناء قوتها الناعمة وتألقها في القارة، أوضح السيد العمراني أن الدبلوماسية الدينية التي يقودها جلالة الملك أمير المؤمنين تحث، في تعابيرها المتنوعة، على قيم وحدة الإسلام والأصالة والتسامح.

وقال إن “روحانية التقارب، والإسلام المغربي الذي يطبعه الملمح الصوفي، ذاع صيته في إفريقيا لما يحمله من معاني ورسائل الوحدة والتفاهم والسلام”، معتبرا أن النموذج المغربي يعد مرجعا في هذا المجال وأن “المملكة تعتزم أن تفيد بكل تواضع إخوانها وأخواتها الأفارقة باسم الترابط الروحي الذي يوحد، ليس المقاربات والتقديرات فحسب، ولكن أيضا وخاصة قناعات القلب والتزامات المسؤوليات”.

وأوضح الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، أن المسار المغربي للروحانية السلمية لم يتوقف عن التبلور في مدار الحب والارتباط بعقيدة مشتركة بين أكثر من مليار مسلم حول العالم، منتهجا التضامن الروحي نفسه.

وبخصوص الأزمة الصحية التي أثارت تساؤلات حول كافة الأسس الجيو- ستراتيجية والتعاون بين الدول الإفريقية، يلاحظ السيد العمراني أن ثمة بلا شك وعيا جماعيا يمكن أن يعيد، دون أن يدري، تشكيل أنماط “تفاعلات العالم” من منظور الاتساق المتجدد.

وأوصى بأنه “مهما يكن الأمر، في ضوء هذا التجديد الناشئ، يتعين على إفريقيا أكثر من أي وقت مضى أن تتولى مسؤولية مصيرها، من خلال التزام قوي يضع التنمية البشرية في صميم الأولويات”، معتبرا أن القارة لا تهدف إلى أن تكون سلبية في عالم أظهر فيه النظام متعدد الأطراف محدوديته والعولمة عيوبها.

وأضاف أنه “لا يمكن تفسير التحديات التي نواجهها حاليا بشكل خاطئ على أنها تتعلق بالوضع الصحي فحسب، حيث أن تداعياتها على نقاط الضعف الأمنية المتعددة يمكن أن تتحول إلى كارثة في غياب إجراءات مدروسة ومسؤولة ومنسقة من قبل جميع دول القارة.

وبالنسبة للسفير المغربي في بريتوريا، فإن الخيار الوحيد الذي يصلح اليوم لأفريقيا هو التحديث والحكامة الجيدة وسيادة القانون والانفتاح، مشيرا إلى أن تعزيز أدوات الاتحاد الأفريقي تعتبر جهدا ضروريا. وأوضح أن هذا الجهد يجب أن يتم في اتجاه الأولويات والاحتياجات المحددة الآن بوضوح، وتتمثل في إنعاش الاقتصادات، ومكافحة اللامساواة والتفاوتات الاجتماعية، وتعزيز النمو الشامل مع بناء مستقبل من الازدهار والسلم والأمن في القارة.

ويعتبر، في هذا الصدد، أن الفريق الذي سيستثمر الثقة الإفريقية لقيادة مصير المؤسسة سيتعين عليه بالضرورة أن يترجم الطموحات إلى أنماط تشغيل، ويحقق التطلعات إلى  إفريقيا المزدهرة والجريئة.

و.م.ع أ

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق