المرأة: بين يومها اليتيم وواقعها الأليم.

شأنكم9 مارس 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
شأنكم
منوعات
المرأة: بين يومها اليتيم وواقعها الأليم.

العيرج ابراهيم /شأنكم تيفي
اسمحوا لي هذه المرة أن أغرد خارج السرب بمقال قد يسيل الكثير من المداد ،و قد تكون له ردود فعل متعددة تختلف باختلاف المواقع و المرجعيات ،وإن كان الاختلاف لا يفسد للود قضية.
إن التكريم والاحتفال الحقيقيين بالمرأة لا ينبغي أن يكون للحظات لا تتجاوز السويعات خلال السنة كما هو مبرمج ،لكن ينبغي السهر على ذلك يوميا ليصير ثقافة مجتمع يؤمن بها و يضمن انتقال ممارستها عبر الأجيال.
فقد تعودنا جميعا ،أن العالم قد جعل من الثامن من مارس سنويا يوما للاحتفال أطلقوا عليه “عيد المرأة”، احتفاء بدورها عامة وتضحيتها خاصة لما تقوم به كذلك على مستوى رعاية البيت وتربية الأطفال، حيث تلتقي إرادة الجميع على تقديرها والاعتراف بدورها، كقوة عمل تبقى مستغلة للأسف خلال باقي ايام السنة من طرف الرأسمالية و مختلف تمظهراتها بمناطق عدة.
فإذا كانت النساء في بلدان أخرى خرجن مرارا للشوارع قصد المطالبة بحقوقهن و المساواة مع الرجال، خصوصا العاملات منهن في مختلف الوحدات الانتاجية وعلى رأسها النسيج، حيث مثلا تعرض عدد منهن –قرابة 130 عاملة- للحرق داخل وحدة للنسيج جراء عدم اتخاذ إجراءات السلامة ، فإن نساء أخريات في بقاع أخرى من العالم وما يخصنا هنا المرأة المغربية كمعيلة لأسرتها في بلدنا العزيز وخير مثال على ذلك حتى لا نذهب بعيدا نذكر بحادثة طنجة بمعمل تحت أرضي للنسيج حيث هلكت مؤخرا العديد من النساء غرقا لا زلن في حاجة لأكثر من تكريم باعتبار ما مورس و يمارس عليهن من ضغوطات نفسية ومن ترهيب و تخويف يصل حد التعنيف انطلاقا من الأسرة وصولا لباقي المؤسسات رغم النداءات المتكررة التي تبقى في أغلبها محتشمة باعتبار بنية المجتمع المغربي من جهة و بالنظر لمستوى الجهل و التجهيل في صفوف النساء المغربيات من جهة أخرى..
فالمرأة المغربية عموما لازالت تعيش أقصى درجات الاستغلال على مستويات عدة بدء من الأسرة إلى مختلف دواليب الإدارات و المؤسسات العمومية والخصوصية سواء كانت موظفة ،أجيرة أو مرتفقة – خير مثال عاملات القطاع الفلاحي و الوحدات الانتاجية و كذا نساء التعليم بالتعاقد –
فخير تكريم يمكن الحديث عنه في حق المرأة هو معاملتها كإنسانة تبقى في حاجة للاحترام و التقدير باعتبار ان منها الأم و الزوجة و الاخت و البنت و كذا تحسيسيها بكينونتها ووجودها ،ليس فقط خلال يوم يتيم ووضعها خلال الأيام الأخرى من السنة في أفران على نار مهيلة تجعلها حطبا لها، ترزح معها تحت صنوف من الإهانة و الإدلال
و العنف المادي و الرمزي، كما الاستغلال في العديد من المحطات والاستحقاقات جاعلة منها كتلة انتخابية فقط لقلب الموازين .
فما قاله نور الدين الزاهي كباحث مغربي في السوسيولوجيا من إن العنف الرمزي يوجد بشكل كبير جدا في الحواضر، ويبتدئ حسب نظره من أن المرأة في متخيل المجتمع المغربي كائن موضوع للغواية والجنس، أما داخل القرى فيوجد العنف النفسي، الجسدي والبنيوي، ويوضح الزاهي هذا النوع الأخير قائلا ” في البوادي، المرأة هي التي تشتغل وتعيل الزوج ما يجعلها كائنا خاضعا ثقافيا، جسديا، جنسيا، ونفسيا، وهذا العنف المضاعف الذي تعاني منه المرأة القروية حاضر ومستهلك بشكل طبيعي”، بمعنى أن المجتمع القروي ينظر إليه كأمر طبيعي.
لذا فما توصل إليه الباحث السيوسيولوجي المغربي المذكور، يؤكد ما ذهبنا إلى قوله ” إن يوما وحيدا اسميناه يتيما لا يكفي للحديث عن تكريم المرأة و الاحتفاء بها” ،رغم الجهود التي بذلها المغرب في مجال محاربة العنف ضد المرأة، لأن هذه الظاهرة لا تزال متفشية داخل الأسر المغربية وتعاني من تداعياتها المرأة جسديا، قانونيا اقتصاديا، وكذلك نفسيا.
اتمنى أن تتغير العقليات لتتغير معها النظرة للمرأة لتعامل و تكرم كإنسان حقيقي كرمها الله سبحانه و تعالى في القران الكريم. وكما جاء على لسان نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم “رفقا بالقوارير” يبقى خيرما قيل بخصوص النساء. لأقول لكل انثى اينما تواجدت من كل قلبي ،كل سنة و انت بألف خير. فيوم واحد تقصير في حقك بالنظر لكل ما تقومين به…

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق