النظرة الخاطفة والتجرد من الإحساس بالإندهاش وسنة الموت وتقافة عزاء المقربين و”موت الغفلة” وصلاة الغائب .

شأنكم31 ديسمبر 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات
شأنكم
وطنية
النظرة الخاطفة والتجرد من الإحساس بالإندهاش وسنة الموت وتقافة عزاء المقربين و”موت الغفلة” وصلاة الغائب .

بقلم الحسين بيلغا _ رضوان فتاح /شأنكم تيفي

النظرة الخاطفة والتجرد من الإحساس بالإندهاش  بسنة الموت وتقافة عزاء المقربين و”موت الغفلة” وصلاة الغائب .

201909041246354635 1 - شأنكم Tv بنظرة خاطفة.. ربما قد يبدو لنا الرقم 2020 مميزًا، لكن واقع العام الذي حمل تسميته والذي نودعه، كان مختلفا تماما، ولا داعي لسرد تفاصيله التي يعرفها الجميع(…)، تفاصيل تخصُّنا، سيطّلع عليها أبناؤنا، وستُدَرَّس لأحفادنا(…)، أما اليوم، فنرى فيها بداية عقد جديد من هذا القرن، إنقطعت فيه كل الشهوات(…) لتُفتح فيه “شهية الموت” فقط !

مع قدوم فيروس “كورونا” بداية العام نفسه، وفي الوقت الذي إنقضّ فيه مجموعة من أباطرة البيزنس على “تجارة الحياة”، المتعلقة بكل ما يخص صحة الإنسان، والتي كان فيها الإمتياز للمقربين، حيث المقربون أَولى(…)، بين إستيراد وتصدير للكمامات(…)، وبيع وشراء للمعقمات وغيره … ، و”تخميمات” وترتيبات تخص الحقن واللقاحات(…).

لم يتحدث أحد عن أصحاب “بعد النظر”، أولئك الذين فهموا منذ البداية أن الموت ستتغلب هذه المرة على الصحة وعلى الحياة ، وتهامسوا ذلك في صمت(…)، عن المردودية المتزايدة لتجارة ستكتسح الأولى أكثر فأكثر مع مرور الأيام(…)، فلنُسمّها إذن إن صح التعبير “تجارة الموت”.. تجارة تختلف عن باقي أنواع التجارة في نوعية عرضها وطلبها ومعاملاتها ، حيث الطلب فيها غير مرغوب فيه، لكنه في نفس الآن من الأمور اللازمة(…)، والعرض فيها دخل هامش الخصاص(…) في زمن بلغ فيه الجميع درجة الشك في إمكانية إقتراب الساعة أم هو الهاجس الذي سيعصف بالنهاية نفسها ، عندما بدأ المرء يسمع عن وفاة أسبوعية (على الأقل) لشخص يعرفه قريب كان أم بعيد ، بـ”الكوفيد” المستجد  أو بدون “كوفيد”(…) فربما النهاية ستكون صاحب هذه الأحرف بين يديك وحالا ودون أية ذرة شك ..

وعندما صار “موالين الكفن” وصانعو الصناديق الخشبية والمشرفين عن واجب الغسل والتكفين ، غارقين بين طلبات الأسر والمتطلبات التي تفرضها المعايير الصحية والإحترازية الحالية جراء تداعيات الجائحة والفيروس كوفيد المستجد ، أو عندما يلاحظ من زار القبور ، أن الجماعات الترابية بدأت تواجه صعوبات عدة في دفن سكانها ، وهلّت في التركيز عند فرض مسافة “شبر وأربعة ديال الصبعان” عند الدفن بين قبر وآخر وإن الموت لحق  إنا لله وإنا إليه راجعون ، نظراً لإكتظاظ المقابر ، ومنها من تخلت عن أولادها، حفارو القبور الاعتياديين وجنود المآتم وأئمة الدفن والدعاء للمرحوم ، لإناطة هذه الخدمة لشركات خاصة لديها ما يكفي من تقنيات ، وآلات أوتوماتيكية ومطارق هزازة من أجل حفرٍ أسرع(…)، وأيضا عندما جاء اليوم الذي أخذت فيه سيارات نقل الموتى في تشكيل صفوف، الواحد تلو الآخر، منتظرة دورها لدخول المقابر(…) وعمومغ إنا لله  إنا إليه راجعون ، دون الحديث عن صلوات الجنازة التي أصبحت تقام أمامها في الهواء الطلق وعبر تقنيات البت المباشر والزوم وإنا للله وإنا إليه راجعون .

“عْشْنا وشْفْنا” إذن، لنرى وبالملموس، أن الموت فعلا أقرب إلينا من حبل الوريد، إلى حدّ أن وثّقنا لمن يلينا (إن كانوا)، أياما عرفت فيها البشرية فرض التباعد الجسدي بالنسبة للأحياء، و”التقارب الجسدي” للأموات، أياما نسمع فيها الوفيات حولنا تفوق بكثير عدد الولادات، وذلك رغم الاعتكاف الطويل في البيوت(…)، وهذا يبين أنه حتى الأحياء صار يسكنهم الموت(…)، مما قد يدفعنا “مْرَّة مْرَّة” في هذا السياق، إلى الافتراض أننا بدأنا في الانقراض.

الموت واحدة والأسباب متعددة.. لكن، لا عجاب دون عجب(…)، والعجب هذه الأيام صار يغزو كل ما يجده أمامه(…)، ورحم الله الجميع.

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق