العيرج ابراهيم/شأنكم
…تحولات سوسيولوجية كبرى تلك التي عرفتها الأسرة المغربية في العقود الأخيرة، كان لها انعكاس كبير مس ثقافة المجتمع لتستحيل هما يؤرق الجميع باحثين و مربين و مهتمين لما لها من تمظهرات على مستويات عدة.
وإن كانت هذه التحولات حتمية، لكن الملاحظ أنها تسير بخطى متسارعة بلا بوصلة أو أهداف محددة خصوصا مع غزو التكنولوجيا رغم ايجابياتها -حيث أصبح العالم قرية صغيرة- فما جاءت به من ثقافة في شق كبير منها استلبت و بلدت العقول و نمطت التفكير ،بشكل جعل أولى نتائجها تبدو جلية على تصرفات الغالبية العظمى من الشباب…
فالملاحظ، أن الغالبية العظمى من الشباب، و إن كانت تعيش اغترابا داخل أوطانها لأسباب لا يمكن حصرها هنا، ورافضة لواقعها المعيش لأسباب منها ما هو موضوعي و ما هو ذاتي، فإنها مستلبة
بنوع ثقافي في حاجة للغربلة.
ففي علاقة بعنوان المقال لأن الموضوع متشعب و ذو علاقة بحقوق معرفية عديدة، -أي ثقافة الكونطاكت في اليد- بدأنا نلاحظ في السنوات الأخير أن العديد من الشباب أصبح مهووسا بالظهور بمظهر قد يكون نوعا من التمرد على واقع معيش، و بالتالي توجيه رسائل مشفرة لحق التمتع و العيش الكريم،
و رفض لكل أشكال التسلط مهما كان مصدرها و يعكس رغبة في الانطلاق بحرية بعيدا عن أي وصاية…
فالأكيد أن كل إنسان و إن كان له الحق في عيش حياته الخاصة كما يحلو له في حرية دون تدخل من أي كان ،لكن دون المساس بحرية الأخرين. فالمطلوب هنا في مثل هذه الحالة أن يكون الشخص فاعلا منتجا و مستقلا بذاته ماديا ، لكن أن يكون مفلسا، عاطلا و غير مسؤول عن تصرفاته و لا زال تحت مسؤولية غيره و هو راشد. نتساءل هنا كجريدة ، كيف لمثل هذه الكائنات الطفيلية أن تعطي لنفسها حق ادعاء التمتع بملذات الحياة في ابتزاز و تهديد يومي للآباء و على حساب حقوق باقي أفراد الأسرة دون حياء و لا خجل تحت “يافطة من أنجبني مسؤول عني و لا يهم كم عمري” كما يحب للكثيرين أن يتذرعوا.
كائنات تعيش انفصاما في شخصيتها و أزمة في علاقتها بمحيطها الخاص والعام رافضة محاولات الأخذ بيدها و مساعدتها في تجاوز أزمتها ،تصحيحا لمسارها و بالتالي تحديد مصيرها … و إن كانت الأزمة بنيوية ،فإياكم نعني يا من تستمتعون بالتلويح بمفاتيح السيارات المخصصة للكراء في أصابعكم
و أنتم عالة على غيركم…
