سمر رمضاني :نافذة على الادب الزنجي : الشاعر السوداني محمد الفيتوري او سبارتاكوس العاشق للثورة والحرية .

saidchanoukome3 أبريل 2022آخر تحديث : منذ سنتين
saidchanoukome
أخباروطنية
سمر رمضاني :نافذة على الادب الزنجي : الشاعر السوداني محمد الفيتوري او سبارتاكوس العاشق للثورة والحرية .

بقلم ناصر الحرشي…………..من لم يستمع الى الفيتوري وهو يلقي اشعاره فقد فاته الكثير .فهو صوت شعري هادر ،رشاش غضب ،ثورة عارمة وكذلك طاقة متفجرة .تمكن من اللغة ومخارج الفاظها و صرخة ذات ايقاع متميز جعلت اسمه يحلق عاليا منذ ظهور ديوانه الاول ( اغاني افريقيا) عام 1955 وهو مازال شابا صغيرا .لم يكن الفيتوري شاعرا عاديا ،بل كان انعكاسا لعصر مفعم بالتقلبات السياسية.كان مثل الشخصيات الاسطورية في الادب والفن .الفيتوري يمثل ثورة ليست فقط في الشعر بل في الحياة .يهاجم الطغاة في كل مكان ويدافع عن المقهورين من ابناء افريقيا ويفخر باصوله ولونه الاسود وبتمسكه بالحرية وفي ذلك يقول: 

قلها لا تجبن ،لاتجبن

قلها في وجه البشرية

أنا زنجي وأبي زنجي ،زنجي الجد وأمي زنجية

وانا اسود لكني حر امتلك الحرية .

كان الشاعر الكبير هذا السوداني الاسطورة أشبه بقائد مظاهرة مليونية يخطب في الجماهير الافريقية والعربية.يستحثها ويحركها ويهزها بشعره وكلماته النارية يدعوها الى ان تقود نفسها وتثور على المحتل وتفيق من غفوتها الطويلة لتستعيد الارض والكبرياء والكرامة يقول الشاعر :

افريقيا ،افريقيا استيقظي

أ كل ماعندك ان تلعقي

احذية المستعمر اللامعة

أ كل ماعندك ان تصدري

قوافل الرقيق يا ضائعة .

الشاعر الثائر أدق وصف للفيتوري فقد كانت حياته في الشعر  الثوري والوطني اكثر من شعر الغزل والرومانسية .لقد فرضت ظروف النشاة منذ الطفولة عليه ان يدافع بشدة عن لونه وقارته وان يهاجم بشراسة المستعمر وتجار الرقيق وكل من نهب الامة الافريقية والعربية ممتشقا سيف الكلمة الشعرية.يصرخ :

ارضي والابيض دنسها

دنسها المحتل العادي

فلأمضي شهيدا وليمضوا

شهداء اولادي

فوراء الموت وراء الارض

تدوي صرخة اجدادي

لستم بنينا ان لم تذر

الريح رماد الجلاد .

أهم دواوينه ( اذكريني يا افريقيا ،عاشق من افريقيا ،احزان افريقيا ،البطل والثورة والمشنقة ،معزوفة درويش متجول،سقوط دبشليم……).

عن تجربته الشعرية قال الفيتوري ذات مرة ( الشاعر هو مجموعة تجارب وهو حصيلة احداث ومواقف سواء ا كانت سلبية ام ايجابية ،قاسية ام رحيمة تصب في وعاء الشعر المختزل في روج ووجدان الشاعر) كما ان نزعته صوفية في شعره ولكن ليست نزعة فردية هدفها خلاص روحه فقط وانما المقصود خلاص الامة برمتها.

غيب الموت جسده وبقي الفيتوري الشاعر والانسان منقوشا باحرف من نار على جبين التاريخ كما جده سبارتاكوس ذلك العبد الذي اشعل ثورة في روما وكان نبيها وشهيدها.5170 - شأنكم Tv

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق