الباحث محمد أوزي يكتب”شذرات من ركن الذاكرة” تكريما لمحمد أمراي

شأنكم29 مارس 2022آخر تحديث : منذ سنتين
شأنكم
أخبارمحلية
الباحث محمد أوزي يكتب”شذرات من ركن الذاكرة” تكريما لمحمد أمراي

FB IMG 1648546473229 1 - شأنكم Tv شهدت نهاية الأسبوع الماضي حدثا أليما اهتزت له أركان العمل الجمعوي بأولوز وجماعة الفيض وتالوين وتارودانت بشكل عام .
الحدث هو وفاة الصديق المدعو قيد حياته محمد امراي شخص متعدد الألوان انسان بشوش صديق النكتة والطريفة. بالاضافة إلى أنه من أهم مؤسسي العمل الجمعوي بهذه الربوع .
تعرفت عليه أواسط التسعينيات من القرن الماضي جمعتناإحدى أنشطة جمعية الهجرة والتنمية بتالوين وتالكجونت كان مؤسسا لأهم جمعيات المنطقة وقتئد بدوار اكني نفاد كما أسس تعاونية نسوية بنفس الدوار. كانت الأولى والرائدة في إنتاج وتسويق زيت أركان وانضمت إلى تجمع تعاوني باسم تيساولوين على مستوى جهة سوس كانت له شراكات قوية مع المنظمة الالمانية GTZ .
محمد امراي أيضا كان من مؤسسي شبكة جمعيات محمية أركان للمحيط الحيوي، وكان فاعلا مهما داخلها وداخل تنسيقية تارودانت لأمد طويل، ويرجع إليه الفضل في تأسيس مجموعة من الجمعيات والتعاونيات الرائدة اليوم منها جمعية تگمي للتنمية المحلية التي كان لي شرف تأسيسها بالاستفادة من تجربة المرحوم وآخرين .
محمد امراي هو الشخص الوحيد في التسعينيات الذي هضم أدوات اشتغال الجمعيات خصوصا ما يتعلق بالشراكات وتقنيات بلورة المشاريع واعداد المخططات . بفضل جهوده الكبرى تمكن من زيارة العديد من الدول الاوربية للاستفادة من تجارب الفعل الجمعوي هناك وخلق شراكات والتسويق لمنتوج أركان باسبانيا وفرنسا والمانيا. يملك المرحوم شبكة علاقات متعددة يبدو أنها لم تسعفه حين انهكته أوصاب الزمن وتخلى عنه الكثيرون.
محمد امراي مهووس بحبه لهويته الامازيغية يمارس شغبه الشعري بها وكثيرا ما زاد شغبه الجميل في قرض الشعر الكثير من الجمالية للقاءات التي يحضرها ( تكوينات. ندوات . أنشطة تربوية . مهرجانات…) جرت مياه كثيرة تحت جسور الفعل الجمعوي بالمنطقة لم يحظ المرحوم منه بأي التفاتة اعتراف أو امتنان بكل الجهود المضنية التي بذلها لتثبيث أعمدة العمل الجمعوي بالمنطقة .حيث لا يتم تذكر المرحوم إلا في لحظات الحاجة القصوى في أواخر حياته لتنشيط مهرجان فني وثقافي هنا أو هناك ليؤتث المشهد بحسه الفكاهي والفني .
عاش محمد امراي شمعة مضيئة أنارت دروب التحول الصعب من فكر القبيلة إلى المدنية والحداثة، عاش وهو يناضل من أجل تثبيت المؤسسة والحكامة والتعريف بثراثنا الفني والثقافي الأصيل ومنحه الحضور في سياق معقد ومركب .لكن كل ما يحز في النفس أنه غادرنا بشكل مباغث غادرنا في صمت، غادرنا بلا وداع ليشعل جمرة الأسف في قلوبنا ،غادرنا دون أن ينتظر منا كلمة اعتراف بسيطة فجة منافقة حتى، مني أليك صديقي كل الاحترام والتقدير مني إليك كل الامتنان والعرفان لأني أعرف مدى جسارة ما قدمته داخل بنية اجتماعية وثقافية عصية ناكرة وجاحدة لكل جميل . لله اطلب وهو الجدير بذلك أن يجدد عليكم من نعيم رحماته ومن جليل فضله وأن يغفر لكم ويكرم مثواكم .

محمد انروز أوزي 

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق