فم الحصن: واحات تحترق و أخرى تستغيث، فهل من مغيث ؟!

saidchanoukome22 مايو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
saidchanoukome
أخبار
فم الحصن: واحات تحترق و أخرى تستغيث، فهل من مغيث ؟!

 

عبد الرحيم أورمضان

             تعيش واحة تيغيرت التي تبعد بحوالي10 كيلومترات غرب فم الحصن  إقليم طاطا وضعا بيئيا مأساويا ، ينذر بكارثة حقيقية قد تعجل باندثار و تلاشي معالم واحة كانت حتى الأمس القريب ، تشكل إرثا حضاريا و فلاحيا ، يزود السوق المحلية و الوطنية بأجود أنواع التمور ، بالإضافة إلى كونها مجالا  يجسد التنوع و الغنى الطبيعي الذي يميز هذه الواحة الهادئة..

           اليوم تغيرت ملامح واحة تيغيرت ، رغم صمودها في وجه التغيرات المناخية و الطبيعية عامة من زحف للرمال و ما تبعه من جفاف، فالملاحظ أنها أصبحت تئن تحت وطأة و تدخل العامل البشري المفرط في غياب أي ترشيد لاستعمال موارد الواحة  حيث اتحدت  العوامل الطبيعية بالبشرية من خلال  زراعة البطيخ الأحمر بالمنطقة والمعروف باستنزافه الفرشة المائية .ليساهما في التخريب التدريجي للواحة ،و بالتالي  إصابة مصادر عيش ساكنتها التي ستجد نفسها يوما ما مضطرة لاتخاذ وجهة أخرى ستكون تكلفتها غالية…

          في هذا الصدد فجمعية تيغيرت للتنمية ، لفتت الانتباه في عدة بيانات و بلاغات ، إلى المخاطر البيئية التي تهدد واحة تيغيرت  ، و دقت ناقوس الخطر من النتائج السلبية الوخيمة و الكارثية التي يخلفها البطيخ الأحمر الذي قضى إلى حدود كتابة هذه الأسطر على المئات من نخيل الواحة ، مطالبة في الوقت نفسه السلطات المحلية و ممثلي الغرفة الفلاحية لطاطا التدخل العاجل و الفوري لإنقاذ حلم عشرات الفلاحين و الأسر.

          وإن كانت الجماعة الترابية لفم الحصن بدورها ومن خلال تواصلنا معها ، فتحت قنوات التواصل مع ساكنة الواحة ، و أكدت على استعدادها الدائم  لمد يد العون شرط تكلف أعضاء الجمعية المحلية بتحديد مكان حفر ثقب استكشافي ، قصد إحداث محطة جديدة للضخ تعويضا للنقص الذي سجل على  مستوى ساقية تيغيرت التي أنهكها الجفاف .

          فإن الملاحظ للأسف الشديد أنه رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها جل المتدخلين قصد تغيير الوضع الراهن  ،  أن دار لقمان لازالت على حالها وإن النتائج لا زالت بعيدة  و لا ترقى  لانتظارات الساكنة مقارنة بحجم و خطر التحديات التي تطرحها وضعية واحة تيغيرت .

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق