حي تمرسيط بايت ملول : “مستنقع” للمعاناة بالجملة

saidchanoukome16 مارس 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
saidchanoukome
رأي خاص
حي تمرسيط بايت ملول : “مستنقع” للمعاناة بالجملة

العيرج ابراهيم/ شأنكم

للأسف الشديد وإن كان حي تمرسيط بايت ملول من أقدم الأحياء التي تضم كثافة سكانية لابأس بها ،فالملاحظ من خلال ما استقيناه  في جريدة شأنكم تيفي من عين المكان من آراء  كمتتبعين للشأن المحلي ، عبرعنها مجموعة من سكان هذا الحي ، أنهم يعيشون حالة من  الاستياء لدرجة الغليان بسبب معاناتهم الكبيرة لما عاشوه ويعيشونه  بحييهم منذ سنوات رغم  تعاقب المسؤولين على اختلاف مواقعهم  حيث تلقوا منهم وعودا كثيرة استحالت سرابا مع مرور الوقت لتبدل مواقف أصحابها حسب ساكنة الحي…

مشاكل ومعاناة  يمكن إجمالها فيما يلي:

*المحيط البيئي: وإن كانت البيئة من المشاكل الكبرى التي تؤرق ساكنة ايت ملول عامة ينبغي إفرادها ببحث خاص ، فإن الأحياء  الشعبية المتواجدة على ضفة وادي سوس  التابعة إداريا لجماعة ايت ملول خصوصا و منها حي تمرسيط  طبعا تعيش وضعا خاصا يستدعي تدخلا عاجلا  من الجهات المسؤولة الوصية عن القطاع البيئي بالإقليم يفوق سرعة قطارالتي جيفي.

فرغم التوجهات الكبرى للدولة في مجال حماية البيئة والانسان من مخاطر التلوث البيئي، فأوضاع ساكنة الحي عرفت تفاقما و تعقيدا كبيرا سنة بعد أخرى  مما ينذر بكارثة بيئية خصوصا بعد تحول مصب وادي سوس بايت ملول الى مستنقعات مائية ملوثة سببها مركز تصفية المياه العادمة بالدراركة ضواحي أكادير أمام أنظار و مسمع  كل من مصالح وكالة الحوض المائي بجهة سوس ماسة والسلطات المحلية والاقليمية ومسؤولي الجماعة الترابية لايت ملول.

في نفس الاطار أشار بعض شباب الحي لمهزلة أخرى تتعلق بما تقوم الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بإنزكان من إفراغ للمياه العادمة ، وكذا المطامير المؤقتة التي توجد وسط الحي مباشرة بوادي سوس بلا حسيب ولا رقيب  في خرق لأبسط حقوق الساكنة في العيش في بيئة سليمة ،مسببة في انبعاث روائح  كريهة تزكم الأنوف ، وفي انتشار واسع لأصناف من الحشرات  كالناموس و البعوض بما يتبعها من مشاكل صحية  تمس الساكنة عموما والأطفال خصوصا ،دون تكليف المسؤولين أنفسهم معالجة هذا الأمر بما يلزم من أدوية للحد من مخاطرها، محملين مسؤولية هذا الإضرار الذي يعتبرونه متعمدا في حقهم  لكل من الوكالة المتعددة الاختصاصات ووكالة الحوض المائي بجهة سوس ماسة والمصالح الصحية البيئية بكل من عمالة انزكان وجماعة ايت ملول.

*ضعف تدخل الأمن: فالساكنة  نادت كما عبرت عن رغبتها لتكون التدخلات الاستباقية عبر تكثيف دوريات الأمن بالحي ،حفاظا على الأرواح و الممتلكات  و تفاديا لما يؤرقها و يقض مضاجعها من كثرة الاعتداءات جهارا دون رادع من طرف منحرفين وجدوا التربة خصبة بالحي لممارسة  عنترياتهم ليلا مستغلين ضعف الإنارة العمومية.

*النظافة : بالرغم من المجهودات التي تقوم بها الجماعات الترابية في تدبير هذا المرفق  على مستوى المدينة وكذا الأعمال التطوعية لشباب  و جمعيات الحي المذكور، فإن هذه التدخلات لا زالت تعتريها نواقص ،حيث  أشار أبناء الحي للغياب التام لحاويات “بركاسات” تجميع النفايات المنزلية  من شأنها تعويض صعوبة ولوج شاحنة جمع الأزبال بسبب تردي النية التحتية و استحالة الولوج لبعض الأزقة الضيقة…علما أن المشرع أناط الجماعات الترابية بتقديم خدمات القرب للمواطنين وهو ما جاء في المادة 83 من القانون التنظيمي رقم 14.113 المتعلق بالجماعات في إطار ممارستها لاختصاصاتها الذاتية، ومن بين هذه الخدمات تنظيف الطرقات و الساحات العمومية و جمع النفايات المنزلية و النفايات المشابهة لها و نقلها إلى المطارح و معالجتها و تثمينها…

*طرق متهالكة:  بسببها تسود حالة من القلق  وسط الساكنة التي استنكرت  الوضعية المتردية للطرق ، وللبنية الأساسية عموما ، بشوارع الحي ، حيث يظهر ذلك بجلاء من خلال انتشار حفر كبيرة تسبب مشاكل عديدة لهم وتشكل عائقا أمام مرور السيارات ومختلف وسائل النقل على قلتها بالحي  يقول بعض القاطنين خصوصا سيارة الاسعاف عند الضرورة القصوى  و سيارات الأجرة عموما مما يزيد من تعميق معاناة  قاطني الحي ملتمسين في الوقت ذاته الإسراع  بإصلاح الطرق المتضررة وتزفيتها على غرار الطريق الرئيسية في اتجاه كل من تكوين وأزرو ،مع العمل على تدارك نقائص البنية التحتية.

*قنوات الصرف الصحي: يشتكي العديد من المواطنين من إقصائهم لأسباب مجهولة من عدم ربط منازلهم بشبكة التطهير رغم أنها لا تبعد عنهم إلا بأمتار  قليلة علما أنهم  أدوا واجبات و مستحقات الربط و رغم اتصالاتهم المتكررة لم يجدوا الآذان الصاغية …

عموما فالحديث عن حي تمرسيط  الذي عبر بعض شبابه عن تخوفهم من اتساع الفجوة بين أحياء المدينة  بسبب تغييب و تهميش بعضها من التنمية المجالية رغم كثافته السكانية لازال يفتقر لأبسط ضروريات العيش الكريم حيث تضظر الساكنة مثلا لتدبر أمورها بإمكانياتها الذاتية على قلتها لقضاء اغراضها كالتسوق مثلا و البحث عن فضاءات للقرب من شأنها احتواء الشباب لتفجير طاقاته ومواهبه أو التنفيس رغم انتصاب بعضها بالحي، إلا أنها دون مستوى تطلعاتهم … هذا دون الحديث عما يؤرق الساكنة عموما بخصوص المشكل الذي ينبغي العمل على حلحلته في القريب العاجل، إنه المتعلق بمشكل العقار بالحي …

فأمام هذا الوضع المتردي وإلى حين كتابة هذه السطور، لازالت الساكنة تنتظر وتترقب الالتفات لها من أجل حل مشاكلها بشكل  يأخذ بعين الاعتبار الحاجيات المتراكمة والمؤجلة  .

تلكم كانت صرخة من ساكنة حي بالمدار الحضري بمدينة ايت ملول تتمنى من خلالها ،أن لا تبقى في معزل تأكل نفسها كما قال صنع الله ابراهيم في ختام روايته اللجنة …

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق